التحدي بواسطة الرياضة!
في هذا المقال لا أود الحديث عن الرياضة و فوائدها للجسم, فهذا متعارف عليه منذ الأزل.
هنا أود التطرق للجانب البسيكولوجي للرياضة. فمقولة العقل السليم في الجسم السليم لم تأتي بالصدفة أو من فراغ. إنما هو تأكيد علي علاقة الجسم بالرياضة و تأثير ممارسة الرياضة على الجسم و النفس. و هذه الأخيرة هي مربط الفرس في هذا المقال.
تربية النفس بواسطة الرياضة:
كيف يمكن أن نربي النفس على مساعدنتا في الوصول إلى أهدافنا التي نود ان نحققها، إن كان ذلك الهدف هو مشروع شهر، سنة أو مشروع حياة. لا بد ان ندرس بعض الأشياء بعناية جيدة قبل البدء في خوض المغامرة. نحن البشر لدينا خصائص في رسم أهدافنا بحيث أنه مباشرة بعد البداية نمل بسرعة و خاصة إن كان الهدف المنشود يستغرق بعض الوقت. في هذه المرحلة لابد ان نكون مدركين انه لابد لنا من إيجاد سبل تساعدنا على البقاء مركزين في مسيرتنا. أهم شيء يساعدنا في ذلك هو التنظيم و الإنضباط. مهما كبر أو صغر الهدف فبدون هاتين الخاصيتين لا يمكن ان نصل الى الهدف المنشود أوعلى الأقل سيكون الوصول إليه صعبا للغاية.
كيفية التنظيم و الإنضباط:
هناك العديد من الأليات و الطرق تساعدنا في تعلم مهارت التنظيم و الأنضباط. ولكن لا توجد طريقة أفضل من ممارسة الرياضة لتعلم و إدراك ما معنى التنظيم والإنضباط في حياتنا اليومية لتحقيق أحلامنا.
الإنضباط صفة مهمة تساعد في تحقيق ما نريد والنجاح في الحياة. ومع ذلك، فإن التحدي هو الحفاظ على هذا الانضباط في الحياة اليومية. وهنا يأتي دور ممارسة الرياضة لتكون وسيلة فعالة للتعلم الطرق والأليات التي تساعدنا على كيفية الإنضباط و التنظيم.
تتمثل إحدى الطرق التي يمكن أن تساعدنا بها التمارين في تطوير الانضباط في إعطائنا هيكلًا وروتينًا واضحين. بحيث يتطلب التمرين المنتظم بعض التخطيط والتنظيم لضمان وصولنا إلى أهدافنا. فمثلا عندما نلتزم بخطة التمرين، نتعلم الاستفادة بشكل أفضل من وقتنا وتحديد الأولويات. يمكن أن تمتد هذه العادات مثلا إلى مجالات أخرى من حياتنا، مما يساعدنا على تعلم كيفية استخدام وقتنا بشكل أكثر فعالية.
فائدة أخرى للرياضة هي أنها تمنحنا تحديًا واضحًا للعمل عليه. عندما نحدد هدفًا، مثل الركض 10 كيلومترات أو الوصول إلى وزن معين، فإن الأمر يتطلب الانضباط والمثابرة لتحقيق ذلك. هذا يعني أنه يتعين علينا الالتزام بخطة التدريب الخاصة بنا، حتى لو أصبحت صعبة أو لم نعد نشعر بالرغبة في ذلك. من خلال العمل على تحقيق هذه الأهداف، نتعلم أن نحفز أنفسنا ونضبط أنفسنا لتحقيق أهدافنا.
أخيرًا، يمكن أن تساعدنا الرياضة أيضًا في التعرف على أنفسنا بشكل أفضل والتعرف على حدودنا. فمن خلال تحدي أنفسنا وإجهادنا جسديًا وعقليًا، يمكننا تحسين مهاراتنا وتحدي أنفسنا لتجاوز حدودنا. من خلال هذه التجربة أيضا نتعلم أنه يمكننا تحقيق أكثر مما نعتقد وأن الانضباط والمثابرة أن يساعدنا في تحقيق أهدافنا.
ليس المهم متى ستحقق أحلامك، و لكن الاهم هو ان تكون على الطريق الصحيح لتحقيقها!
Pingback: اللياقة البدنية - سبورت دريم